العنف ضد النساء

العنف ضد النساء

يعد العنف مشكلة اجتماعية أكثر من كونها مشكلة نفسية فالأسباب النفسية مشكلة و مشكلة الإساءة جزء من المشكلة للمرآة أو النساء ليس مقصور على مستوى اجتماعي-اقتصادي معين أو على مكان أو زمان معين أو دين معين أو طبقة اجتماعية وخلفية أكاديمية ومستوى ثقافي أو تعليمي محدد أو غير ذلك من التغيرات الديموغرافية السكانية و الاجتماعية والسياسية.

والعنف ضد النساء يتمثل بأنواع الاضطهاد والقمع والقهر المتمثل بكثرة من المشاكل إلا إننا نخص بالذكر هنا الاضطهاد المتمثل بالإساءة النفسية و العاطفية والاجتماعية و الجسدية في أن واحد من قبل اقرب المقربين إليها وهو زوجها ورفيق دربها وبالرغم من تعرض المرآة لمختلف أشكال الاعتداء و الإساءة من قبل زوجها إلا إنها لأتطلب الطلاق وذلك يرجع لأسباب عدة أهمها الضغوط الاجتماعية.

ومن المؤسف بان مجتمعنا العرفي مثله مثل المجتمعات الأبوية والرجولية كافة في ممارسة التربية تفرق بين الذكر و الأنثى في أثناء عملية التنشئة الاجتماعية حيث تؤكد هذه التربية على تربية وتنشئة الأطفال الذكور على الرجولة والخشونة.

والسيطرة والميل للجمود العاطفي وغريه من مضامين التنشئة التي تؤكد على الذكور وتزويده بالقوة ألازمة للسيطرة و الهيمنة والسيادة هذه التنشئة لا تعطي المرآة القوة اللازمة القوة الاجتماعية والنفسية والاجتماعية لتضمن دفعاها عن نفسها بحزم وثقة بالنفس و الاستقلالية ومن المدهش أنها عندما تطلب الدعم والحماية من أهلها في حالة الاعتداء و الإساءة من زوجها نجد أهلها يضغطون عليها لتعود له ولبيته.

أنا لا أدعو لتفكيك الأسرة العراقية في حالة الاعتداء على الزوجة والإساءة إليها بل أقول إلى تقديسنا للأسرة أيمانا بحتمية تكامل وتكاتف الأسرة يجب إن لا يكون على حساب سلامة الزوجة وحمايتها ورعاية أطفال الأسرة بجو من الأمان والطمأنينة.

نستخلص مما تقدم بأن العنف هو كل عمل أو تصرف عدائي مؤذ أو مهين يرتكب بأي وسيلة بحق أي امرأة ويؤدي لها معاناة جسدية ونفسية بطريقة مباشرة وغير مباشرة من خلال الخداع أو التهديدات أو الاستغلال بأي طريقة يتم فيها إنكار كرامة المرأة الإنسانية,ويتراوح ما بين الإهانة بالكلام حتى القتل كما أن العنف ضد المرآة هو أي عمل من إعمال العنف القائم على نوع الجنس ويترتب عليه أذى بدني و جنسي أو نفسي أو الحرمان التعسفي لحقوقها وحريتها المتوافقة مع القيم و عادات المجتمع سواء ذلك في الحياة العامة آو الخاصة.

يشير بعض الباحثين من العلوم النفسية و الاجتماعية و التربوية بان العنف ضد المرآة يتأتى من :-

1-أعمال العنف البدني و الجنسي والنفسي التي تحدث داخل المجتمع بشكل عام بما في ذلك ضرب الأطفال الإناث وإيذائهن وأعمال العنف المتعلقة بالمهر وغير ذلك من التقاليد الضارة بالمرأة وأعمال العنف المتعلقة بالاستقلال.

2-أعمال العنف ألبدني و الجنسي و النفسي التي تحدث داخل المجتمع بشكل عام بما في ذلك الاغتصاب...والمضايقات و التخويف في مكان العمل و المؤسسات التعليمية وفي أماكن أخرى والاتجار بالنساء و الإكراه على البغاء.

3-أعمال العنف ألبدني و الجنسي و النفسي التي تقترفها أو تتغاضى عنها الدولة أينما تحدث.

أن العنف له إشكال متعددة فبعض النساء يعانون من العنف العائلي.... العنف من العمل.... العنف في ألاماكن العامة.... فالعنف يعد تعديا على حقوق الإنسان الأساسية كإجبار الفتيات في الأماكن العامة على ترك المدارس أو إجبارهن على الزواج أو الاعتداء والإناث من قبل أعضاء الأسرة أو بعض الأحيان إجبارهن على التنازل على حقوقهن القانونية كالإرث والنفقة فالنساء بالتحديد هن موضوع العنف و الاغتصاب في أوقات الحروب و النزعات السياسية لاسيما عندما يكون الأمن مفقوداً فيتعرض إلى العنف كما يحدث ألان في المجتمع العراقي على أيدي الجماعات الإرهابية وهو الاغتصاب ألقسري.

إما مفهوم ضرب الزوجة كأحد أنواع أو إشكال العنف فهو اعتداء مباشر للقوة الجسمانية ضد المرآة الشريكة لحل الخلافات الزوجية وقد يكون هذا الاعتداء رمي الأشياء أو رفس أو عض أو ضرب المقابل بالقبضة ضرب المقابل بجسم أو شي ما كل ذلك يعد من عناصر ضرب الزوجة وكثير من الباحثين يؤكد على أن أي إساءة جسدية عدوانية تودي إلى حدوث أذى جسدي ومعنوي ناتج عن وجود أمر يعود أما للزوج أو الزوجة.

كما أن أسباب ضرب الزوجة قد يرجع إلى اختلاف الأدوار بين الزوجين وان اعتداء الزوج على زوجته يتصور بان يعطيه ثقة بالنفس وهي ثقة مزيفة ناتجة عن حاجته لشعوره بالسيطرة والرجولة ، وبعض الأحيان يصبح للزوجة الميل و القبول بالضرب واستمرارها بالعلاقة الزوجية القاسية والسبب في هذا القبول يعود إلى حدة الضرب وتكراره نستنتج من ذلك أن العنف ضد النساء أو ضرب الزوجة يعد سلوك غير مرضي وغير عادي يعزى إلى أمر غير عادي متعلق بمرض أعصاب كالصرع المؤقت أو مشكلة تتعلق بالشخصية يمكن تشخيصها سريريا أو الشعور بالنقص لدى الضحية نفسها.وكذلك يعود إلى القيم و الأعراف الاجتماعية القائمة في المجتمع العراقي بسيادة النظام الأبوي الأب أصبح الرجل في قمة الهرم الاجتماعي والمحدد الأول للنسب وصاحب الملكية وضمن النظام الأبوي أصبحت النساء جزءاً أساسيا وضرورياً للمالكية حتى صار من الضروري ضبط تصرفاتهن وتحركاتهن بتحديد تلك التصرفات التي لها علاقة بعملية الإخصاب و الإنجاب وعلاقته ببقاء النسب وقد تم تبرير مثل هذا الاستقلال لحقوق المرآة كانسان بحجة المحافظة على الملكية وعدم تسريبها ..... رفقاً بالقوارير يا بني ادم.

بارك الله فيك اخى على الموضوع الجميل

زائر

شكرا لك أخي الكريم
جزاك الله خيرا

بارك الله فيك اخى على الموضوع الجميل