صفات كريمة تقربك من الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


اخواني واخواتي الأفاضل




صفات كريمة تقربك من الله







يقول الحق سبحانه وتعالى في سورة الأحزاب: إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما (الآية: 35).



بعد أن ساق الحق سبحانه وتعالى في الآيات السابقة على هذه الآية العديد من التوجيهات الحكيمة لأمهات المؤمنينى ، ساق سبحانه توجيها جامعا لكل المؤمنين والمؤمنات يحمل أبرز الفضائل التي ينبغي أن يتحلى بها المسلم، وبشر المتصفين بهذه الفضائل بالمغفرة والأجر العظيم.



وقد ورد في سبب نزول هذه الآية روايات منها ما ورد عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم: ما لنا لا نذكر في القرآن كما يذكر الرجال؟ قالت: فلم يرعني منه صلى الله عليه وسلم ذات يوم إلا نداؤه على المنبر، وهو يتلو هذه الآية: إن المسلمين والمسلمات.



وروي عن أم عمارة الأنصارية أنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: ما أرى كل شيء إلا للرجال، وما أرى النساء يذكرن بشيء، فنزلت هذه الآية.



الانقياد لأمر الله



والمقصود بالإسلام في قوله سبحانه وتعالى: إن المسلمين والمسلمات الانقياد لأمر الله تعالى، وإسلام الوجه له سبحانه، وتفويض الأمر إليه وحده.



والمراد بالإيمان في قوله عز وجل والمؤمنين والمؤمنات التصديق القلبي، والإذعان الباطني، لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم.



والقنوت في قوله تعالى: والقانتين والقانتات هو المواظبة على فعل الطاعات عن رضا واختيار.



والصدق في قوله سبحانه والصادقين والصادقات هو النطق بما يطابق الواقع، والبعد عن الكذب والقول الباطن.



والصبر في قوله عز وجل والصابرين والصابرات هو توطين النفس على احتمال المكاره والمشاق في سبيل الحق، وحبس النفس عن الشهوات.



والخشوع في قوله سبحانه والخاشعين والخاشعات صفة تجعل القلب والجوارح في حالة انقياد تام لله تعالى ومراقبة له، واستشعار لجلاله وهيبته.



والمقصود بالتصدق في قوله سبحانه والمتصدقين والمتصدقات تقديم الخير إلى الغير بإخلاص، دفعا لحاجته، وعملا على عونه ومساعدته.



الصوم والتعفف



والصوم في قوله سبحانه والصائمين والصائمات هو تقرب إلى الله تعالى، واستعلاء على مطالب الحياة ولذائذها، من أجل التقرب إليه سبحانه بما يرضيه.



ومعنى حفظ الفرج في قوله سبحانه وتعالى والحافظين فروجهم والحافظات: التعفف والتطهر والتصون عن أن يضع الإنسان شهوته في غير الموضع الذي أحله الله تعالى.



وذكر الله في قوله تعالى: والذاكرين الله كثيرا والذاكرات يتمثل في النطق بما يرضيه كقراءة القرآن الكريم، والإكثار من تسبيحه وتحميده وتكبيره، وفي شعور النفس في كل لحظة بمراقبته سبحانه.



هؤلاء الذين اتصفوا بهذه الصفات من الرجال والنساء أعد الله تعالى: لهم مغفرة واسعة لذنوبهم وأجرا عظيما لا يعلم مقداره إلا هو عز وجل.



وهكذا. نجد القرآن الكريم يسوق الصفات الكريمة، التي من شأن الرجل والمرأة إذا ما اتصفا بها، أن يسعدا في دنياهما وفي أخراهما، وأن يسعد بهما المجتمع الذي يعيشان فيه. إنها صفات نظمت علاقة الإنسان بربه، وبنفسه وبغيره، تنظيما حكيما، يهدي إلى الرشد، ويوصل إلى الظفر والنجاح.